تركي بن سعيد بن سلطان

نشأته
ولد تركي بن سعيد بن سلطان عام 1837م تولى الحكم عام1863م

[عدل] أوضاع عمان في قبل وبعد

منذ عام 1870م أخذت الأوضاع الداخلية في عمان تتفاقم وكادت البلاد أن تدخل في ‏أتون حرب أهلية لولا ظهور السيد تركي نجل السيد سعيد والذي يعد واحداً من ‏الشخصيات المرموقة لدى القبائل العمانية.‏
لقد قرر السيد تركي إحداث تغيير هام بهدف احتواء الأوضاع المتدهورة وقد شجعه ‏على ذلك عدة عوامل أهمها استناد السيد تركي على المساعدات المالية المتفق عليها مع ‏أخيه ماجد حاكم زنجبار وكذلك إمكانات السيد تركي الخاصة حيث تميز بعلاقات قوية ‏مع القبائل العمانية إضافة إلى مواهبة الدبلوماسية ومقدرته السياسية على معالجة الأمور ‏بما لديه من خبرة أهلته للقيام بهذه المهام.‏

[عدل] رحلته الشهيرة

وقد بدأت رحلته الشهيرة من الهند متجهاً صوب الساحل العماني بهدف لم الشمل وجمع ‏الكلمة ولم يتبع السيد تركي إسلوب إثارة سكان الساحل ضد النظام القائم في الوقت الذي ‏تلقى فيه مساعدات سخية من أخيه ماجد في زنجبار، مما ساعده على التفاهم مع شيوخ ‏القبائل المقيمين في المناطق الإستراتيجية بهدف تأمين تحركاته، لذلك فقد حظى بتأييد ‏شيوخ دبي ورأس الخيمة وعجمان وشيوخ النعيم وبني قيس كما لقى تأييداً من الغافرية ‏‏.‏
وفي الوقت الذي ينظم فيه السيد تركي أوضاعه ويجري محادثاته مع القبائل اعتماداً ‏على معونات مالية سخية من زنجبار إذا بخبر وفاة السيد ماجد في زنجبار، الذي أنفق ‏على هذه الحركة ما يقرب من ثمانين إلف ريال نمساوي ذهب معظمها في شراء ‏الأسلحة وتحالفات القبائل إلا أن السيد تركي مضى في تنفيذ خطته بعد أن قدم تعهداً ‏شفوياً لممثلي بريطانيا بالحفاظ على المصالح البريطانية في المنطقة.‏
لقد إتخذ السيد تركي من مدينة صور نقطة ارتكاز لحركته ثم إستوثق من سكان سمد ‏الشأن ثم أرسل بقوات عبر المنطقة الساحلية بقيادة سيف بن سليمان البوسعيدي والي ‏مطرح والذي أصبح فيما بعد الساعد الأيمن للسيد تركي، وفي عام 1871م تمكنت ‏قوات السيد تركي من دخول مطرح بعد أن وقعت معركة عنيفة وإستسلمت مسقط ‏ومطرح ودخلهما السيد تركي في حراسة خمسمائة رجل من راكبي الجمال.‏
لقد أخذ السيد تركي يعيد ترتيب قواته ويستكمل محادثاته مع زعماء القبائل ويبذل الجهد ‏في سبيل الحصول على المواد المالية اللازمة واشاع خصومه سنة 1874م إنه قتل أملاً ‏في تدهور معنويات أنصاره، ومما ساعد على انتشار هذه الإشاعة ما ألم به من وعكة ‏صحية لدرجة إن راح يفكر في اختيار شخص ليواصل مسيرته وبالفعل إستدعى شقيقه ‏السيد عبد العزيز بن سعيد من منفاه بجوادر ليتحمل أعباء الحكم وتسلم السيد عبد العزيز ‏كل صلاحيات شقيقه كنائب عنه له بعد أن توجه السيد تركي إلى جواذر للعلاج، ومن ‏هناك حاكمها الجديد السيد برغش على استمرار دفع المبالغ التي سبق وإتفق على دفعها ‏السيد ماجد الأمر الذي دعم مسيرة السيد تركي.‏
لقد كانت الأوضاع قد تطورت لصالحه وفي ديسمبر 1875م عاد إلى وطنه ليبدأ ‏مرحلة جديدة تعد من أخصب فترات حكمه.‏

[عدل] علاج الدولة

لقد استمرت مرحلة ما بعد علاج السيد تركي حوالي إثنى عشر عاماً، تميزت بتنفيذ ‏برنامج طموح بهدف الارتقاء بمستوى الإدارة وتحديث أساليبها خصوصاً وأن جهود ‏السيد تركي فقد كللت بالنجاح في عدة عوامل.‏

[عدل] المصادر البريطانية

تشير المصادر البريطانية المعاصرة لحكم السيد تركي بان تركيبة نظام الحكم بألياته هو ‏انعكاس لشخص السلطان نفسه، حيث تحددت سلطة السيد تركي وفقاً لطبيعة عمان ‏الجغرافية والسياسية والاجتماعية والدينية وطروفها الاقتصادية، لذا فقد حافظ السيد ‏تركي على معظم تلك المعطيات كما عهد بكثير من مهامه إلى مستشاريه الخصوصيين ‏منهم :
  • بدر بن سيف الذي تولى قيادة الجيش إضافة إلى ولايته على صحار ثم مطرح، ‏ومن بين الذين استعان بهم السيد تركي * سليمان بن سويلم الذي شغل منصب السكرتير ‏الخاص للسلطان كما شغل منصب والي صور وظفار،
  • أما الوزراء والمستشارون ‏الخصوصيون فقد إختارهم السيد تركي من الكفاءات العالية.‏
لقد عنى السيد تركي بالإدارات الإقليمية حيث إعتبرها أكثر تعقيداً من الإدارة المركزية ‏يحكم العوامل الجغرافية والأهمية الإستراتيجية والتنمية الزراعية والدفاعية، لذا فقد ‏إتخذ السيد تركي من مبدأ التوازن هاديا له حين يعين ولاة الإدارات الإقليمية.‏
لقد أختار السيد تركي ولاة للمدن الساحلية الذين أثبتوا براعتهم ومهارتهم في تنفيذ أوامره ‏بهدف تحقيق خططه وتوجهاته السياسية والدبلوماسية كما كان هناك ولاة من أقاربه ‏نظروا إلى مناصبهم من منظور أكثر استقلالية ونفوذاً حيث يجمع الوالي بين يديه ‏سلطان القائد العسكري والأمني والقضائي والمالي.‏
وكان والي مسقط يعتبر من أهم مناصب الولاة ثم يأتي والي مطرح أما والي صحار ‏فيأتي في المرتبة الثالثة أما ظفار وسمائل فكانت لهما أهمية خاصة في فكر السيد تركي ‏لذا فقد كان يختار لهما أكفأ العناصر القيادية.‏
وهكذا، فقد شهدت الفترة الأخيرة من حكم السيد تركي هدوءاً حتى وفاته عام 1888م ‏بعد أن ترك وراءه مملكة تتميز بقدر من التنظيم والاستقرار هيأ لأبنه وولي عهده السيد ‏فيصل أن يتولى مقاليد الحكم في جو سلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق